کد مطلب:145697 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:165

السبایا عند صومعة راهب
و باتوا تلك اللیلة، و رحلوا منه و أدركهم المساء عند صومعة راهب، فأنشأ علی بن الحسین علیهماالسلام یقول:



هو الزمان فما تفنی عجائبه

عن الكرام و لا تهدی مصائبه



فلیت شعری الی كم ذا تجاذبنا

صروفه و الی كم ذا نجاذبه






یسیرونا علی الأقتاب عاریة

و سائق العیس [1] یحمی [2] عنه عازبه [3] .



كأننا من أساری الروم بینهم

أو كلما قال المختار كاذبه



كفرتم برسول الله ویلكم!

یا أمة السوء قد ضاقت مذاهبه [4] .



قال: فلما جن علیهم اللیل رفعوا الرأس علی قناة طویلة الی جانب الصومعة، فلما عسعس اللیل سمع الراهب للرأس دویا كدوی الرعد و تسبیحا و تقدیسا، و استأنس أنوارا ساطعة، فأطلع الراهب رأسه من الصومعة، فنظر الی الرأس و اذا هو یسطع نورا بعنان السماء [5] و نظر كتائب الی باب قد فتح من السماء و الملائكة ینزلون كتائب كتائب و یقولون: السلام علیك یابن رسول الله، السلام علیك یا أباعبدالله.

فجزع الراهب جزعا شدیدا.

فلا أصبحوا هموا بالرحیل فأشرف الراهب علیهم، و نادی: من زعیم القوم؟

فقالوا: خولی بن یزید الأصبحی.

فقال الراهب له: و ما الذی معكم؟

فقالوا: رأس خارجی خرج بأرض العراق، قتله عبیدالله بن زیاد لعنه الله.

فقال: ما اسمه؟


فقالوا: اسمه الحسین بن علی بن أبی طالب، و أمه فاطمة الزهراء، و جده محمد المصطفی، صلی الله علیه و علیهم أجمعین.

فقال الراهب: تبا لكم و ترحا! [6] و لما جئتم به فی طاعته، فقد صدقت الأخبار فی قولها: انه اذا قتل هذا الرجل تمطر السماء دما عبیطا، و لا یكون هذا الا فی قتل نبی أو وصی نبی.

ثم قال: أرید أن تدفعوا الی هذا الرأس ساعة واحدة و أرده علیكم.

فقال خولی لعنه الله: ما كنت بالذی أكشفه الا عند یزید بن معاویة، [و] آخذ [منه] الجائزة.

فقال الراهب: و كم جائزتك؟

فقال: بدرة فیها عشرة آلاف درهم.

فقال الراهب: أنا أعطیك البدرة.

فقال: أحضر ما ذكرت.


[1] في المصدر: العيش.

[2] حمي الشي ء، يحميه، حميا، و حماية - بالكسر -: منعه...، «منه رحمه الله».

[3] العازب: الكلاء البعيد، «منه رحمه الله».

[4] فكنتم مثل من ضلت مذاهبه، «منه رحمه الله».

[5] عنان السماء - بالكسر -: ما بدالك منها اذا نظرتها، «منه رحمه الله».

[6] ترحا - محركة -: الهم، و كفلس: الفقر، «منه رحمه الله».